الأربعاء، 3 سبتمبر 2008

الامام المهدي(عج) @@والمخابرات الاسرائلية

المهدوية الجديدة فخر المخابرات الاسرائيلية
اطلقت المخابرات العالمية بالونا جديدا في سماء العراق عندما بدأت معركة جديدة يخوضهامجندوها تحت لافتة مقدسة هي لافتة الظهور المهدوي ، ذاكرة العالم مثقوبة لذا لم يتذكراحد تجارب وقصص مخابراتية سابقة كانت شيقة وتصلح كسيناريوهات لافلام نجحت المخابرات منخلالها في لعبة اختلاق علماء وتشكيل مذاهب جديدة ونشر شعارات دينية ، وكان الشرق الاوسطساحة خصبة لمثل هذه الجولات التي تتحول الى قصص في مذكرات شيوخ المخابرات بعد تقاعدهمليحصدوا منها الملايين . بعد سقوط نظام صدام ، اصبح العراق ساحة تجريبية فريدة لعملالمخابرات التابعة لدول عديدة ، وكان متوقعا ان تتصارع في هذه الساحة المفتوحة مخابراتتابعة لدول كبيرة وصغيرة مجاورة وغير مجاورة . ولا شرط ان يكون لجميع تلك المخابراتاهداف قريبة المدى بل تعمل احيانا بطريقة تجريبية تتعلق ببرنامج بعيد المدى اكثر خطورةوابطأ حركة ، وتعد الالاعيب العقيدية من اكثر برامج المخابرات تعقيدا وتجريبا واستهلاكاللوقت ، وقد اكدت الوقائع والمعلومات السرية التي يجري الكشف عنها ان احد اهم ميادينالسباق بين دوائر المخابرات المتنافسة هو ميدان تصنيع المناهج والعقائد والمذاهبالمبتكرة ووضع اطار فكري لها ثم اطار سياسي ثم ابراز قادة لها هم بالاصل من كبار ضباطالمخابرات او من المتعاونين الذين يتم استقطابهم ، وتفاخر مخابرات الدول المتنافسة فيتصنيع الثورات المزيفة او المذاهب الدينية وتقدمه على انه انجاز كبير ، وفي هذا السياقنتذكر جيدا ان المخابرات البريطانية باعترافها صنعت الوهابية مستندة على الاراء الفقهيةالمتشددة لعالم يقال له ابن تيمية ، ومن باب التنافس نجحت المخابرات الروسية في صناعةالبهائية التي تطورت الى البابية وذلك بتطوير احد نماذج التيار الاخباري الذي كان شائعافي ايران ، ولم تتخل المخابرات الامريكية عن حصتها في هذا السباق فصنعت القاعدة التي هينموذج عسكري مطور لنموذج الوهابية بعد ان تبنت احد تيارات مجموعة الافغان العرب الذينلم يكونوا بالاصل وهابيين او متطرفين ، فاستبعدت المجاهدين المعتدلين الذين قاتلواالاتحاد السوفيتي لتحرير افغانستان واستدرجتهم لمذابح ختامية مزقت صفوفهم ثم تبنتمجموعة اسامة بن لادن ، هذا الرجل الذي لم يكن بالاصل متطرفا ولا هو ولا اسرته لهمعلاقة بالمذاهب المتطرفة ولكن تحولات معينة في الساحتين السعودية والافغانية اسقطت ابنلادن في احضان التطرف بالتوريط المخطط ثم قرر مختارا ان يتبنى هذا التيار الذي هو مفخرةللمخابرات الامريكية لكنه في الوقت نفسه وبال عليها ، ومن المتوقع ان تجرب المخابراتالاسرائيلية مهاراتها لتصنع لنا في العراق تيار جند السماء ولكن جهد هذه المخابرات لميكن متقنا بدرجة كافية فقد ظهر مشروعها الذي يشبه البابية في ايران مبعثرا تحت اكثر مناسم فهناك جماعة اسمها (جند السماء) واخرى اسمها ( جماعة اليماني ) واخرى اسمها ( انصارالمهدي ) ، ولكن في المحصلة استخدمت تل ابيب عقيدة الظهور لتطوير تيارها المبتكر الذيينشأ بحيث تباهي به من صنعوا الوهابية او البابية ، ولان تاريخ هذه المخابرات اقترنبتاريخ اسرائيل وكفاءة اليهود التاريخية في ادارة الاموال والاستثمارات والسيطرة علىالمصارف ، فقد نجحت هذه المخابرات في الانفاق على مشروعها المهدوي العراقي من جيوبالاخرين ، واختارت الخليجيين كممولين للمشروع ، حيث تتوفر مقومات رائعة لدى بعضالخليجيين ليكونوا جزء من هذا المشروع ، فهناك الخوف من التجربة العراقية الجديدة امالانها تجربة تهدد انظمة المنطقة واما بوحي من الصراع مع ايران والخوف من ارتباطهامذهبيا وجغرافيا بالعراق وما قد ينتجه هذا الارتباط من خلل في التوازن المذهبي والسياسيفي المنطقة ، الخليجيون مولعون بفكرة اعادة البعثيين الى السلطة لانهم حراس البوابةالشرقية امام المد الايراني ، وقد ابتزهم صدام ذات يوم بالمليارات لدعم حربه مع ايران ،المخابرات الاسرائيلية الطموحة تعمل على اقناع المنطقة بخطورة ايران ومشروعها النوويوخطورة الجوار الجغرافي الايراني للعراق ، وهنا تجتمع وسائل اللعبة ، التحقيقات كشفت انقادة جند السماء وجماعة اليماني وانصار المهدي اغلبهم من ضباط مخابرات وامن نظام صدامالسابق ورجال حزبه ، وان كان لابد لكل حركة تصنعها المخابرات من مرتكز عقائدي فقداختارت المخابرات الاسرائيلية تيارا مغمورا كان سائدا في العراق خلال عقد التسعينياتيتراوح في عقائده بين السلوكية والحجتية وكلاهما من بقايا التيار الاخباري الذي اعتمدتعاليم امين الاستربادي الذي ازدهر سابقا في ايران ايضا ، ولكن ما الذي يجمع بين ضباطامن صدام والتيار الاخباري ، الجواب هو ان صدام ارسل اذكى ضباط مخابراته المتحدرين مناصل شيعي ليخترقوا الحوزة العلمية ويدرسوا ويتغلغلوا في الاوساط العلمية بعد الانتفاضةالشعبانية مباشرة وقد برع اؤلئك الطلبة في دراساتهم الحوزوية والعقيدية ولبسوا العمائموكانوا مكلفين بالوصول الى زوايا حساسة في الحوزات ومكاتب المراجع ومنهم من استطاع انيحضى بثقة مراجع مرموقين وان يكونوا ضمن حواشيهم ، وحين سقط صدام تعرفت المخابراتالاسرائيلية على تلك الالغام الحوزوية العراقية التي كانت ترتجف هلعا خوف الانتقام ،ولان المخابرات تعمل دائما بالنيابة وعبر الاستار وتحت اللافتات الوهمية ، فقد قررت تلكالمخابرات استخدام اختراقها القديم والناجح لمناطق الخليج فهي تحصل على المليارات عبروسطاء سريين بعنوان : ( دعم معركة السنة المساكين الذين يقودهم الصداميون في مواجهةالشيعة المجرمين المدعومين من ايران ) ولكن حين تدخل تلك الاموال في الكيس الاسرائيليتتحول الى عنوان جديد هو : ( دعم الحركة المهدوية التي يقودها شيعة بعثيون لاسقاطعقيدة الظهور الحقيقية التي يخشاها الاسرائيليون لاسباب توراتية معروفة ) هناك مشاعراسرائيلية حافلة بالرعب من فلسفة ظهور المهدي وما تعنيه تلك النبوءة التوراتية من نهايةمفزعة للاسطورة الاسرائيلية ، يكفي ان نوستر اداموس نصف اليهودي في نبوءاته الشهيرة سمى المهدي ( الملك الاشوري ) الذي يظهر لاحقا اشارة منه الى قائد مستقبلي يدمر اسرائيلعلى نهج الاشوريين وسبيهم الاول لبني اسرائيل ، الا ان نبوءة نوستر اداموس تتجاوب كثيرافي مضمونها الغامض والمرعب مع عقيدة اساسية ومقدسة هي عقيدة المهدي المنتظر التي يؤمنبها كافة المسلمين لانها عقيدة معروفة وطبيعية وهي جزء من اصل الامامة لدى الشيعة ، لذاليس غريبا ان ينادي المهدويون الجدد بتقديس النجمة البلشفية السداسية بدعوى انها تعودللنبي داود ، وهذه الفكرة تستبطن حسب الاجندة المخابراتية تهيئة ضد نوعي مهدوي تحتعباءة اسرائيلية ليواجه العقيدة الاصلية القائمة ويضعفها ويربكها ويطوقها بالتشكيك كأحداهم وسائل المخابرات ، ويبدو انهم استخدموا اكثر من بند من بنود عمل المخابرات في هذهالنقلة المهمة واهم البنود التي استخدموها : مبدأ ركوب الموجة ، مبدأ الضد النوعي ،مبدأ تحويل الاضواء ، مبدأ العمل بالنيابة ، مبدأ التشكيك بالاصل وتلقين النموذج البديل، مبدأ نشر الشائعات ، شائعة الاسقاط او شائعة الاحباط او شائعة الخوف ، وغير ذلك ممالم نكتشفه بعد ، وفي الختام على متتبعي الاخبار ان يربطوا بين الاخبار الاتية بذكاءلتأسيس قاعدة نظرية اوسع لفهم المشروع المهدوي الاسرائيلي :- مثنى حارث الضاري يزور اسرائيل طالبا الدعم المالي لاعادة البعثيين الى السلطة فيالعراق ، ويخرج من تل ابيب متوجها الى رومانيا لشراء صفقة اسلحة لعصابات الجريمةالمنظمة في العراق ، وحين يكشف النقاب عن الصفقة يتضح ان قطر هي التي دفعت المبلغ الذييزيد عن 100 مليون دولار!- كلما تصاعدت الهجمات الكلامية بين ايران وامريكا حول المشروع النووي الايراني تصدرفتوى جديدة لعلماء سعوديين يهدرون بها دم الشيعة العراقيين ويرمونهم بالردة ويحرضون علىقتلهم ، ومعها تصريحات لحارث الضاري يجدد فيها دفاعه عن عصابات القاعدة وجرائمها فيالعراق . - التحقيقات الجنائية العراقية اثبتت ان مليارات الدولارات ارسلت من البحرين وقطروالسعودية لتمويل الحركات المهدوية الجديدة الثلاث او الخمس التي تعمل في مدن الجنوبوتكفر المرجعية وتقدس النجمة السداسية وهناك وثائق تضم اسماء ضباط مخابرات صداميينعقدوا اتفاقات مع جهات رسمية خليجية لتقويض الامن وتخريب العملية السياسية مقابلمليارات الدولارات . - اطراف سياسية في داخل العراق تحرص على اعاقة عمل الحكومة وتأخير الاعمار والتنميةونشر الفساد لابقاء الاغلبية السكانية في الوسط والجنوب في حالة فقر وبطالة لكي ينخرطشبابها الغاضب والجائع واليائس والمحبط في هذه التجمعات التي تغدق الاموال الهائلة علىالعاملين في صفوفها . هذه تعليقة مختصرة فقط حول ابعاد المأمورية المخابراتية المهدويةلاسرائيل في العراق ، اسرائيل تعرف تماما المعاني الخطيرة الكامنة في عراق سيصدر 10ملايين برميل نفط يوميا ، في ظل اسعار جنونية للنفط ، وينفذ خطط تنمية واعمار سريعة ومتلاحقة وبشعب متعطش للحرية والعمل والابداع موحدا كله يؤمن بظهور المهدي يبغض صداموبقاياه ، وتربطه بايران النووية المجاورة علاقات مذهبية مهدوية حوزوية عريقة . __________________

ليست هناك تعليقات: